كنت أقول لزملائي في مهنة الاعلام والصحافة علينا جميعا ان نضع الإنسانية معيارا لإداء مهمتنا خلال ممارسة العمل , لا اقصد بالإنسانية ان نتكافل او نتعاطف , بل هي دعوة لإقامة دولة الانسان , الدولة التي تحترم ابناؤها مع تعدد أفكارهم وقومياتهم ومذاهبهم,مهمتنا ليس متعلقة باحترام الأفكار والأديان ولا باحترام الطوائف والقوميات,انما نحن ملزمون بتأسيس منهاج يؤمن به الناس ويكون راسخا في تصرفاتهم واخلاقهم , مللنا من سياسة الرفض وعدم القناعة وعدم تقبل الاخر واحيانا ندخل في ابشع صور الاختلاف فيما بيننا
انا اؤمن بان الصراع السياسي والدولي دفع له ثمن باهض من اجل نجاح جبهة على أخرى , يحزننا جميعا ان نرى ان احدى أدوات الحرب الناعمة هم اعلاميون وصحفيون , ليست مشكلتهم على الاطلاق بل هي مشكلة الأنظمة التي لم تسعى لحفظ وحماية هذه الشريحة المهمة وتأمين مستقبلهم من الظروف السياسية والاقتصادية , كان بالإمكان ان تصدر مجموعة وصايا لحماية الصحفي والإعلامي من الاغراءات المالية وأيضا تمنح من الجهات المعنية رعايا تتعلق بالمعيشة
اما كيف يستثمر الإعلامي ساعات عمله بالسعي ببناء دولة يسودها مفهوم تجاهل الحساسيات الثقافية والاجتماعية والدينية واعداد تقارير وكتابة مقالات , ذلك يدفعنا على انجاز قانون يدعونا الى جرم الأعمال التي تحرض على الكراهية الدينية والتمييز والعنف على أساس الدين
حرية العبادة والمعتقد هي تربية اسلامية سامية قبل ان تكفلها النصوص الدولية المتعلقة بحقوق الانسان , واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية هي حق أساسي من حقوق الإنسان, لان مهنة الصحافة والاعلام ايها الاخوة تمتلك خصوصية كبيرة تميزها عن باقي المهن، كونها تستهدف عواطف الناس وتحاكي عقولهم وتغذيهم بالمعلومات التي تهدف الى تغيير سلوكياتهم واتجاهاتهم وافكارهم، عبر اللغة والكلمة والصور والفيديو ومختلف الفنون الصحفية والاعلامية , وحتى نصل الى مبتغانا في تسويق هذه المهنة الانسانية ارى بضرورة ان يشعر العامل بارتباطه الوثيق بين نفسه وبين الاخلاقيات المهنية , كما معلوم ان المهنة تستمد شرعيتها من المجتمع، كون اهدافها هي اهداف مجتمعية تقوم بتوفير واشباع احتياجات متعددة للمجتمع , لذلك فان مهنة الاعلام والصحافة هي رسالة قبل ان تكون مهنة، فمنذ ان وجدت الصحافة وهي اداة مهمة في بناء القيم المجتمعية السليمة , فالمجتمع ينتظر ما يرسخ هذه المفاهيم لتكون عملية حتى يقال ان مدرسة الاعلام والصحافة مدرسة تزرع الاخلاق وتنثر الورد وتبني المجتمعات
مرتضى البيضاني
اعلامي