▪ بلاسخارت شخصية جدلية جداً فهي وقبل أن تشغل منصبها الأممي الخطير هذا كانت من أبرز النساء الناشطات في بلدها وشغلت مناصب مهمة فيه.
والمعروف عن بلاسخارت إنها كانت في برامجها الإنتخابية من المدافعين عن حقوق المثليين، ولديها موقف مناصر لرسام الكاريكاتير الذي أساء برسومه للنبي محمد “ص”..
مع كل هذا الجدل حولها فإنها تحظى بأهمية كبيرة في العراق لا فقط على إعتبار أنها ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ولا على إعتبار تاريخها السياسي الحافل بالإنجازات!
وإنما لإعتبارات أخرى، منها إنها وسيلة إعلان مهمة ونافذة حديث “موثوقة”، يمكن الإعتماد عليها بنقل معلومات وقرارات هامة ومصيرية تخص العراقيين، من داخل العراق ومن خارجه!
تناقلت بعض مواقع التواصل الإجتماعي أخباراً -لا أعلم مدى صحتها- عن قيام طرف سياسي بوساطة بين الأمريكان وفصائل الحشد الشعبي، ولم يحظ “الوسيط” بقبول الفصائل وبالتالي فقد فشلت هذه الوساطة وانقطع رجاء مَن كان يرجوا منها نفعاً..
الفصائل تجيد القراءة والتقييم وتشخص بدقة المواقف الصحيحة، هذا ما عهدناه بهذه الثلة المؤمنة منذ بداية تأسيساتها المباركة وإلى يومنا هذا.
بلاسخارت الجدلية وهي تحاول المحافظة على “الوقت” قررت أن تخوض غمار الحوار المباشر بلا وساطة ولا وسطاء، لأنها أدركت:
١. إن الحشديين أكثر وعياً وقدرة على التشخيص ومن الصعوبة بمكان أن يحتال عليهم مَن يحتال.
٢. إن الحشديين قوة حقيقية تُمسك بالأرض بمهارة عالية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزها في رسم خرائط العراق.
٣. إن الحشديين قوة رسمية تأتمر بأوامر رسمية، تتحرك على أساس المصلحة الوطنية العراقية.
لذا طلبت بلاسخارت لقاء “الخال” الذي قَبِل به بعد موافقة القائد العام للقوات المسلحة.
وعلى الرغم من إننا لا نعلم بما دار في هذا اللقاء ولم تصدر بيانات رسمية تحدثنا بتفاصيله، ولا حتى مؤتمرات صحفية وكل ما موجود هو عبارة عن أخبار وصور نطالعها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن “بلاسخارت طلبت رسمياً من قائد الحشد الشعبي ان يتدخل لعقد هدنة لمدة شهرين مع الفصائل المهاجمة حتى إنتهاء الانتخابات الامريكية وتتعهد بالوصول لصورة حل تقضي بخروج القوات الامريكية.”
وكان رد القائد ابو فدك بحسب هذه المواقع: “ان الحشد الشعبي مؤسسة عراقية تابعة لسلطة الدولة وتأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة ولا يمكن ان يدخل الحشد دون علم القائد العام وإن اللقاء جرى بموافقة القائد العام والتدخل للوساطة يأتي بامره.”
هذه حكمة الحشد وصلابته وقدرته على الإدارة التي لا تقل عن قدراته القتالية العالية التي تُثبت للجميع مرة أخرى بأن الحشد الشعبي جدير بالثقة والإحترام والتقدير وانه عصي على محاولات الأعداء ومؤآمراتهم المباشرة وغير المباشرة..
الحشد الذي دافع عن العراقيين ورد عدوان زمرة داعش الإرهابية التكفيرية عنهم يمتلك من الوعي ما يمكنه من الحضور بفاعلية في الساحة العراقية السياسية وغير السياسية وتحقيق نجاحات أخرى عجز عنها مَن عجز وتحايل عليها مَن تحايل..