لبنان.. الماضي والحاضر والمستقبل

اراء
9 أغسطس 2020wait... مشاهدة
لبنان.. الماضي والحاضر والمستقبل
صباح محسن كاظم

كتب: صباح محسن كاظم

يتحكم الجيوبلتك بالتأثير السياسيّ والتأريخيّ والتشكل الحضاريّ لبعض البلدان والمثال الأبرز بذلك هو “لبنان” المتنوع بطوبغرافية الأرض بين سهل ومنخفض ومرتفع وجبال شامخة وساحل فالوقوع على البحر المتوسط كممر مائي إستراتيجي يتحكم بالتجارة العالمية ..والنقل .. ومنه التوجهات العسكرية التي حصلت بالتاريخ في دراستنا لتاريخ لبنان بالجامعة الإسلامية من كفاءات علمية من المفكرين اللبنانيين بكل مراحله الحضارية من الفينيقيين إلى تأريخ لبنان المعاصر ب5 مناهج للمراحل الآنفة إحدها باللغة الإنكليزية .. أكد فيها الدكتور نافذ الأحمر بمؤلفاته التي تعد من المراجع التاريخية بدراستنا على أن موقع “لبنان “جعل من الفينيقيين وكل الغزوات تمر من خلال سهوله وجباله : المرحلة الآشورية ،ثم البابلية ،والكلدانية ،والفرعونية ،والفارسية ،ثم إمبراطورية الإسكندر وخلفائه من السلوقيين ثم خضع للإمبراطورية الرومانية من سنة 64 ق-م وظل كذلك حتى جاء الفتح العربي سنة 632م.. وكل المراحل اللاحقة وصولاً للإحتلال العثماني ثم الفرنسي والإستقلال الوطني ..يؤكد بكتابه 🙁 نواحي لبنان الشمالي ) قدمه بالشكل اللائق علمياً وتاريخياً الدكتور عصام كمال خليفة .. ركز “المؤلف ” بدراسة تاريخ لبنان بشكل مفصل بقراءة وافية شافية كافية من عدة جوانب إقتصادية /إجتماعية / تأريخية .. كل قراءة علمية معاصرة للتاريخ لابد من دراسة العوامل الإقتصادية والعلاقات الإجتماعية لتكون النتائج مطابقة للواقع فالإقتصاد يتحكم بحياة الشعوب ..وهو المحرك للأحداث فضلاً عن كل الطامعين بثروات الشعوب يسعون للغزو للنفاذ للسيطرة للهيمنة على تلك المقدرات الإقتصادية لذا نرى لبنان الماضي والحاضر محط إهتمام العالم للموقع الإستراتيجي والتنوع الزراعي تبعاً للمناخ وطوبغرافية الأرض ..فضلاً لعوامل أخرى تتعلق بالتبشير الديني ..ومحاولة إخضاع الشعوب للإرادات والإملاءات الخارجية للدول الإستعمارية جاء بالتقديم ص7 : (لم يكتف بحمل الإجازة في مادة التاريخ ،بل إنكبّ على دراسة سجلات المحاكم الشرعية في طرابلس. فقام بتصوير منهجي شبه شامل لها. وإرتكز عليها في صياغة اطروحة الدكتوراه عن الإلتزام في عكار في المرحلة العثمانية .وتوسع في إهتمامه إلى نواحٍ شمالية أخرى حيث درس آلية الإلتزام فيها.). لقد درس مفصلاً تاريخ لبنان بالأيام والسنوات بعكار والضنية الزاوية وأحول جميع المسيحيين والمسلمين ص 104 ( في الوضعيين السياسيّ والإداري في ناحية الزاوية .فكان الالتزام يتم ُ أحياناً بالمشاركة بين شيخ مسيحي وآخر مسلم ، كما حصل عدة مرات . ففي سنة 1767 تولى إلتزام هذه الناحية كل من مصطفى آغا بن حسن آغا بالإشتراك مع الشيخ ضاهر ولد ياسف …) ثم يفصل ذلك بالصفحات و بالفصول الأخرى هذا يعكس التعاون بين المسلمين والمسيحيين .. لعلّ المراحل التاريخية من الفينيقيين إلى العثمانيين ثم الإحتلال الفرنسي ومقاومته الضارية إلى لبنان قبل عقود تلك المراحل شكلت لدى الشعب اللبناني حبه لبلده الأجمل بالشرق الأوسط ..ودفاعه المستميت ليكون المرتع للحرية والتنوير الثقافي ّ والفكريّ والأدبيّ والفنيّ بمنطقة تمكث بها الدكتاتوريات بشراسة تفترس شعوبها .. وفي الجانب الخفي المقاومة الضارية التي تظهر للعلن لطرد الغزاة، وهذا ماحصل في ثورة العشرين بالعراق وقبلها مقاومة العثمانيين الضارية ..كذلك المقاومة اللبنانية الشرسة للإحتلال الصهيوني قبل أربعة عقود إلى طرده منتصف التسعينيات .. في بحث الدكتور نافذ الأحمر ص9 ( تاريخ لبنان الحديث والمعاصر ) يؤكد فيه على أن العثمانيين قسموا لبنان والشام إلى ولايات 1- حلب شملت جميع انحاء سوريا الشمالية.2- ولاية دمشق كانت تضم قسماً من سوريا إضافةإلى سناجق صيدا بيروت والقدس ونابلس وغزة في فلسطين 3- ولاية طرابلس كتنت تضم حمص وحماة والساحل السوري حتى اللاذقية وفي لبنان ضمت أقضية عكار والضنية والزاوية بشرى الكورة والبترون وجبيل والهرمل .. لقدمر تاريخ لبنان بعدة مراحل حكم فيها الأمراء المعنيون حاولوا نحو التقدم العصري عدم الإعتراف بالمذهبية والطائفية والإهتمام بالعمران والزراعة ..والإمارة الشهابية بعد زوال المعينيين1697 وقد حكم الأمير بشير حتة سنة 1706 ثم تولى الحكم الأمير حيدر لكن اليمنيين ثاروا وانتزعوا منه الإمارة فإضطر للإبتعاد للشوف ، جمع مناصريه وصفوف القيسيين في 1711 وطد دعائم القيسية بلبنان . وفي 1788-1840 الأمير بشير شهاب الثاني حاول توسيع حدود لبنا فهادن العثمانيين وكان حازماً مع الإقطاعيين وفي 1860 تجددت الفتنة الطائفية بين المسيحيين والدروز وكانت الخسائر فادحة بالأرواح على أثر ذلك تدخلت الدول الأوربية وعقد مؤتمر اسطنبول للنظر في حل النزاع الطائفي حضر فيه ممثلون من اوربا فرنسا بريطانيا والنمسا وبروسيا وروسيا .بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى إشتدت الأزمة الإقتصادية بلبنان كان جمال باشا السفاح فرض الخدمة الالزامية ومصادرة الحبوب للجيش العثماني كانت الإحتجاجات ثم تلى ذلك الإعدامات .في هذا التاريخ الكبير من لبنان وصولاً لتاريخنا الحاضر كان هناك محاولات للتدخل الأجنبي لصالح تلك القوى وغيرها تبعاً للمصالح الإستراتيجية لها .. جيبولوتيكيا ً وجود الكيان الصهيوني وطرد الشعب الفلسطيني للأردن وسوريا ولبنان شكل العبء على الإقتصاد اللبناني مع ذلك إحتضن جميع اللبنانيين الأشقاء وآواهم وهيؤا فرص العمل لهم رغم الضغط الإقتصادي الكبير على المواطنين ثم جاء الإجتياح الإسرائيلي 1982 وتصدت كل القوى الوطنية لهذا الغزو الهمجي من شيوعيين وقوميين ومستقلين وحركة أمل ..ثم تشكل حزب الله والمقاومة الإسلامية .. إن الدراسة التاريخيّة لأي بلد ما تعطي النتائج الحاضرة في تشكل وعيّ الشعّوب ..ومزاجها ..وإنعكاس العلاقات الإقتصادية ..كما مرّ لبنان بإحتلال مررنا به بالعراق ،وهناك تشابه بالمعطيات والنتائج ..كلِّ إحتلال أجنبي فيه النكوص الحضاريّ ، والمساويء التي ينجم عنها بنهب الثروات والخيرات .. التدويل مسألة مقيته كل المصالح الإستراتيجية تحققها الدول فيما الخاسر الشعوب لذلك الحذر في أي قضية داخلية السعي لتدويلها كما مر بأزمنة قريبة بلبنان وكما يناشد بعض منهم اليوم بزيارة الرئيس الفرنسي بعد إنفجار المرفأ الذي خلف للآن 154 شهيداً وأكثر من 5 آلاف جريحاً فضلاً عن الخسائر الإقتصادية التي تصل إلى 6 مليارات في ظل أزمة إقتصادية خانقة .إن التضامن العراقي اللبناني إستدعى إرسال المساعدات العاجلة وهذا ماعرف به العراقي من سخاء وجوّد حتى تحت ظروفه القاسية ..الإحساس والشعور الشعبي كان كبيراً بوسائل التواصل الإجتماعي فوحدة المصير تجمعنا .والعراق ولبنان كالعنقاء يخرجان من رماد الحروب أكثر تماسكاً، ووعياً، وإنسجاماً كما خرجنا من محنة داعش والطائفية، لنا اليقين بمستقبل لبنان الزاهر وتجاوز تلك المأساة التي أدمت قلوب كل الوطنيين العرب .

error: Content is protected !!