كتب : الدكتور حيدر سلمان
س/ اين العراق الان في انتشار جائحة كورونا COVID-19
ج / نحن الان ومنذ فترة وجيزة عبرنا الى المرحلة الثانية من انتشار المرض الذي يمر بعدة مراحل انتشار تليه مرحلة انحسار.
ونسير قدما نحو المرحلة الثالثة وهي الاخطر
💠لفهم ذلك جيدا، المراحل التالية تعبر عن خط سير الاوبئة:
🔴الاولى:
تتميز بمعدل اصابات بسيط ومعدل وفيات قليل ومعدلات شفاء عالية ويكون منحنى الاصابات فيه شبه افقي وبتصاعد انسيابي قريب على الخط البياني الافقي ومن مجموع منحنيات مراقبة المرض، فقط التراكمي يشاهد صعوده واضح.
هنا قابلية تصفير الاعداد واردة جدا و لا ثقل مطلقا على المؤسسات الصحية وطول هذه الفترة تعتمد على سياسات المشرعين الصحيين ومدى اتباع المجتمع لتلك السياسات وتشمل الحظر (Banning) و العزل (Isolation) و التباعد الاجتماعي (Social distancing and Separation). ونتائجها ان كانت صارمة وقوية تعيد المجتمع للتصفير وان كانت متراخية وغير ملزمة او ملتزم بها فأنها تذهب الى المرحلة الثانية.
🔴الثانية:
تتميز بتسارع مفاجيء في معدلات الاصابات بالمضاعفات (exponential )، وليس بشكل متوالي عددي وتراجع سريع في نسب الشفاء وتغير سريع في مجمل النسب وتصاعد خطي حاد في مجمل النسب عدا بقاء نسبة الوفيات بالنسب التي كانت في المرحلة الاولى برغم تزايدها عدديا، ومن مجموع منحنيات مراقبة المرض كلها تتصاعد بشكل حاد عدا منحنى نسبة الوفيات وليس التراكمي (الذي يشهد تصاعد كذلك)، نسب الوفيات هنا تكون شبه ثابتة بتارجح بسيط.
هنا لا توجد قابلية تصفير الاعداد وثقل كبير على المؤسسات الصحية ما يدفعها للتنازل عن عدد كبير من المصابين لصالح حجرهم في دورهم، لتقليل الزخم على المؤسسات، وهي مرحلة عموما قصيرة فيها كل شيء يتصاعد الا نسب الوفيات وهي مرحلة انتقالية تضع مخططي القرار الصحي بخيارات اما تطبيق الحظر والعزل والتباعد والنجاح بالعودة للمرحلة الأولى او فشل تلك السياسات والمضي قدما نحو المرحلة الثالثة الاخطر.
🔴الثالثة:
وتعتبر هي المرحلة الاخطر
تتميز هذه المرحلة بتسارع في معدلات الاصابة بالمضاعفات (exponential) وكذلك تسارع خطي لمجمل المنحنيات وصعود سريع جدا فيها جميعا و من ضمنها نسب الوفيات التي تشهد تصاعد سريع على خلاف المرحلة الثانية الذي يكون شبه ثابت ومتارجح.
تكمن الخطورة هنا بنسب الوفيات العالية نسباً واعداد، والثقل العالي جدا على المؤسسات الصحية مايدفعها في الغالب لتبني سياسات اضطرارية من ضمنها الحجر المنزلي لفئات اوسع ومتعددة الشدة وهو امر خطير لكنه ضروري لاستيعاب الزخم، كل ذلك لحصر تقديم الخدمة الطبية للفئات التي تحتاجها بشدة والذي سيكون على حساب فئات أخرى دون شك.
النقطة الاخرى في الخطورة ونتيجة الثقل على المنظومة الصحية فانها قد تنهار باي لحظة ان لم يعد المشرعين الصحيين لتطبيق سياسات اضطرارية من الحظر والعزل والتباعد، وطول فترة المرحلة الثالثة يعتمد عموما على ما ذكرت من سياسات وكلما كان اسرع كلما صار هناك تراجع بالمنحيات (Resolution)، اما اذا استمر في تجاهل تلك السياسات يصل المجتمع المستهدف الى نقطة تسمى ال Peak وهي قمة الاصابات والوفيات حيث تعد الاعلى في كل شيء واهمها بالطبع الوفيات.
هنا تحديدا في هذه النقطة الحرجة يختبر مدى كفاءة اي منظومة صحية، فكلما طالت الفترة هذه كلما تعرضت المنظومة الصحية لاحتمالية الانهيار وكلما قصرت استطاعت الحفاظ على تماسكها.
🔴 الانحسار (الرابعة):
وهي مرحلة نزول مجمل المعدلات وتتميز بنزول حاد في معدل الاصابات والوفيات وتصاعد كبير في نسب الشفاء وتاتي بعد ال peak وتسمى عموما Resolution، حيث تبدا المؤسسات بامتصاص ازمة الارقام التصاعدية من اصابات وعلاجهم واخراجهم باسرع وقت ممكن لتقديم الخدمة لمن سواهم وتعتمد هذه الفترة كليا على قدرة المؤسسات وامكانياتها في احتواء الاعداد الناتجة من المرحلة الثانية والثالثة وقدرة تقليل اعداد الوفيات قدر الممكن بالاضافة لقدرة المشرعين لاحتواء المرض بالسياسات الصارمة من الحظر والعزل والتباعد.
عموما في هذه المرحلة يتجه المجتمع لبناء مناعة ضد المرض كما يتجه لانحسار المرض وهزيمته.
عموم المنحنيات التي كانت تصاعدية سيلاحظ انها ستكون تنازلية ودرجة تنازلها او انحدارها يعتمد على عوامل عديدة والوحيد من مجمل المنحنيات نراه تصاعديا هو الكلي التراكمي.
🔴الاختفاء (الخامسة) والاخيرة:
هنا شبه انحسار تام للمرض واختفائه وغياب للمصابين وشبه عودة لنقطة الصفر وانتهاء المرض وخيارات انتهائه واردة او تحوله الى مرض موسمي ياتي بشكل موجات، عموما خطورته تعتمد على شدة تلك الموجات وعوامل قوة الفايروس نفسه (Virulence).
دور المنظومة الصحية والمشرعين الصحيين يكمن في المراقبة الدائمة والتحضر لاي ظهور مجدد وحملات توعية دائمة.
د. حيدر سلمان
2 حزيران 2020
