الامام علي (عليه السلام)… وحكومة العدل الالهي

اراء
15 مايو 2020wait... مشاهدة
الامام علي (عليه السلام)… وحكومة العدل الالهي
الامام علي (عليه السلام)… وحكومة العدل الالهي
السيد محمد الطالقاني 

الكاتب: السيد محمد الطالقاني

لقد رسم لنا الإمام عليّ (عليه السلام) السياسة الحقة التي كان هدفها هو تحرير البشرية من كافة القيود والعبوديات, فكانت حكومته هي الحكومة الإلهية المطلقة والوحيدة التي أرست العدالة الاجتماعية بعد حكومة الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم), فكان نهج البلاغة أعظم دستور للحياة بشؤونها المادية والمعنوية وأسمى كتاب لتحرير الإنسان، وتعاليمه في التربية المعنوية وإدارة أمور الحكم .
ان الامام علي (عليه السلام ) الشخصية العظيمة التي تربت في أحضان النبوة، وتغذت الإيمان المحمدي الأصيل،ولم يسجد لغير الله قط , فاصبح له مقاماً عظيما عند الله تعالى فهو الذي عرف الله حق قدره فذاب في عشق الله تعالى , هذا العشق الذي يخاف فيه من فراق الحبيب وهو يناجيه صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك.
لقد عاش الامام علي (عليه السلام) سنوات من المحنة وهو يلعق الصبر المرير من أجل الحفاظ على وحدة الامة الاسلامية وعدم تصدع الدولة النبوية الفتية وقد اضطره الامر الى التنازل عن حقة الشرعي مؤقتا, فكانت مهمته في سنين المحنة هي تقديم المشورة للحكام واسداء النصح لهم، والتصدي لاخطائهم في الفهم والتطبيق.
كما عمل ( عليه السلام ) على كشف النقاب عن حقيقة المؤامرة الكبرى التي تعرض اليها الاسلام, وخلق كتلة من الجماعة الصالحة التي تؤمن بالفكر الاسلامي الصحيح وتضحي من اجله .
فاستطاع الإمام علي (عليه السلام ) بعد كل هذا الجهد والتعب والصبر والكدح ان يقطف ثمار سعيه, وبعد ان\وصل إلى الخلافة بمبايعة شعبية جماهيرية حيث ازدحمت عليه الأمة وطلبت منه تولي الخلافة, فاجهد نفسه على ان يحقق العدل الاجتماعي والسياسي بين الناس ، وان يسود الامن والحرية والرخاء والاستقرار, فكان أفضل انموذج للحاكم العادل للإنسانية لكل البشر في كل مكان وزمان.
اننا اليوم ونحن نعيش عصر الفتن والاضطرابات السياسية يجب ان ياخذ القادة المتصدون للحكم دروسا من المنهج الانساني الذي كان يتصف به امير المؤمنين والتزود من فكره وسياسته لمعالجة الازمات التي نتعرض اليها يوميا.
فسلام عليك سيدي يوم ولدت , ويوم رُبيت في حجر الرسالة , ويوم جاهدت من اجل ان تعلو راية الإسلام الحقيقي خفاقة , ويوم استشهدت, ويوم تبعث حيا.

error: Content is protected !!