كتب : إيليا إمامي #Ailia_Emame
مساء مبارك إخوتي وأخواتي .. وتقبل الله صيامكم وإفطاركم .. سلام الله على القلوب التي ذكرت الفقراء والجيران قبل الفطور .. وذكرت مجاهدينا الشهداء بالفاتحة .
تلاحظون في هذه الصورة بعض الكتب من مكتبتي صورتها بكل حرقة وألم .
١) كتاب ثمرات الأسفار للعلامة الشيخ عبد الحسين الأميني التبريزي .. يذكر فيه رحلاته الى الهند وتركيا والشام والحجاز وغيرها في سبيل جمع المصادر لكتابه الخالد ( الغدير )
ويتكلم عن المعاناة التي عاشها .. والمواقف العجيبة التي مر به أثناء بحثه الذي دام خمسين سنة .
٢) الكتاب الظاهر باللون الأبيض ( العلامة البلاغي ) يتكلم عن العلامة محمد جواد البلاغي وهو من أبرع علمائنا في التفسير وعلم الأديان .. وكان أستاذ السيد الخوئي في هذه المجالات .
هل تعرفون كيف أتقن اللغة العبرية ليستخرج فضائل أهل البيت من التوراة الحالية ؟ ( حيث أن التحريف لم ينل كل العهد القديم )
لقد كان _ قبل 100 سنة _ يجمع بعض الأموال ويشتري بها حلوى .. ويذهب لمناطق سكن اليهود في بغداد ( شارع الرشيد وغيره ) ويوزع الحلوى على الأطفال في الشارع ليجتمعوا ويسمع منهم كيف يتكلمون .
بعدها بدأ الترويج لنظرية دارون في العالم الإسلامي فلم يكتف البلاغي بمطالعة الكتب المترجمة حولها وذهب الى دراسة اللغة الانكليزية حتى أتقنها وصار يقرأ من المصادر الأم .
وأسأل نفسي كم لغة كان سيتعلم في زمن الكورسات المجانية ؟
أطال الله بعمر السيد السيستاني الذي شيد مدرسة تحمل اسم أستاذ أستاذه .. العلامة البلاغي .. تخليداً لجهوده العجيبة .
٣) الكتاب النيلي ( الشيعة في الميزان ) للعلامة محمد جواد مغنية وحياته قصة أخرى من الصبر ومكافحة الظروف ..
تخيل معي مشهد طفل صغير عمره 11 سنة .. مصاب بالروماتيزم .. يتيم الأبوين .. يضع صينية كعك وحلوى ومشروبات غازية على رأسه ليبيعها ويجمع الأموال لدراسته ! ذاك هو محمد جواد مغنية . وتلك طفولته الحقيقية وليست من أفلام هوليود .
٤) الكتاب البني ( نهاية التحقيق ) للسيد محمد مهدي الخرسان .. هل تعرف مؤسساتنا الإعلامية أي كنز تاريخي هو الخرسان ؟ وهل يسابقون الزمن ليأخذوا منه أكبر كم المعلومات والحقائق والوثائق والذكريات قبل فوات الأوان ؟
هذا الحديث عن صورة واحدة لأربعة كتب .. ولو صورت لكم كتباً أكثر ستكون هناك قصص أكثر .
ولكن لماذا الألم والحرقة ؟
لأني بقيت منذ العصر الى قريب الفطور أتأمل المكتبة أمامي وأسأل نفسي .. أين فضائياتنا عن هذه القصص والأحداث والأسماء ؟
أين إعلام المؤسسات الحكومية والفضائيات ( الإسلامية ) سواء الحزبية أو المستقلة ؟!
ألا توجد مسلسلات ؟!
أفلام وثائقية ؟!
أفلام قصيرة ؟!
تقارير خبرية ؟! ونسمع المذيع يقول ( زملينا فلان يأخذنا الى نافذة …)
يا ناس حتى فواصل سريعة هم نقبل !!!!
بحسب إطلاعي البسيط أن هذه المواضيع وهذه القصص .. فيها كل شيئ ينفع صناعة السينما والتلفزيون ( أكشن / فنتازيا / كوميديا / تراجيديا / دراما ) وكل ما يتمناه أي كاتب سيناريو !
أين صانعو المحتوى ؟
أين كوادر الفضائيات ؟
أين المؤسسات الإعلامية ؟
هل أصبح قدرنا برامج التحشيش والطشه والمقالب والسب السياسي فقط ؟
ألا يوجد من يوجه هذه الطاقات المهدورة من الشباب الذين يديرون الفضائيات ولا يعرفون أي كنز يجلسون عليه ؟
أعلم أني أكلم نفسي .. وأعتذر لإزعاجكم
ـــــــــــــ