#اور_نيوز / المحرر:
تسيطر مشاعر القلق والخوف على شرائح واسعة من العراقيين جراء التصاعد المخيف في أعداد المصابين بفيروس «كورونا»، حسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة. ويعمّق من تلك المشاعر عدد الوفيات المرتفع قياساً بأعداد المصابين ومقارنةً مع تجارب دول أخرى تفشى فيها الفيروس. وقاربت حالات الوفيات في العراق حتى الآن 1500 حالة من بين أكثر من 40 ألف إصابة.
وأعلنت «فرقة الإمام علي» القتالية في «الحشد الشعبي»، والتي أخذت على عاتقها دفن المتوفين بـ«كورونا»، أنها تولت أمس، «عملية تجهيز ودفن جثامين (104) متوفين جدد خلال الـ24 ساعة الماضية».
ويقول مراقبون إن تصاعد أعداد الإصابات والوفيات يدفع المواطنين العراقيين إلى التشكيك بمجمل القطاع الصحي والمساعي التي يقوم بها لمواجهة الفيروس الفتاك، كما يدفع بعض الأطباء إلى التشكيك الجدي بـ«البروتوكولات» العلاجية التي تعتمدها وزارة الصحة العراقية في معالجة المصابين. ودعا ذلك وزارة الصحة إلى الدفاع عن موقفها، إذ أشارت إلى أنها تستخدم البروتوكولات العلاجية ذاتها المستخدمة في بقية دول العالم والمعتمَدة من منظمة الصحة العالمية. وقالت وزارة الصحة في بيان أمس، إن «وزارتنا وعبر دائرة الأمور الفنية وحسب السياقات المعتمدة لديها قامت بدراسة أولويات العلاج، وهي بتواصل مستمر مع الجهات المختصة بروسيا وستقوم بتوفيره (العلاج) حال استكمال الإجراءات المعتمدة لأي دواء يتم إقراره في وزارة الصحة».
وفضلاً عن عمليات التشكيك في البروتوكولات العلاجية، يسود قلق من عدم توافر الكثير من المستلزمات الطبية في غالبية المشافي المخصصة لمعالجة المصابين. وقد تفجرت الأسبوع الماضي قضة النقص الحاد في أسطوانات الأكسجين في مستشفيات الناصرية وتسببها بوفاة عدد من المصابين، الأمر الذي اضطر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى القول علناً إن «هناك من يمنع وصول الأكسجين إلى المستشفيات تحت تهديد السلاح».
ويدفع التصاعد المخيف في أعداد الإصابات بالفيروس الحكومات المحلية وبعض الدوائر الخدمية إلى اتخاذ تدابير وقائية وإعلان إغلاق وحظر شامل للتجول بمعزل عن قرارات خلية الأزمة الاتحادية في بغداد. وفي هذا الإطار، أصدرت خلية الأزمة في محافظة النجف الدينية مجموعة قرارات وضمنها «فرض حظر التجول التام يبدأ من (اليوم) السبت ولمدة أسبوع نتيجة الإصابات والوفيات المتزايدة بسبب فيروس (كورونا)». وأضافت أنه تقرر «استثناء الأفران والمخابز والأسواق ومحال بيع الخضراوات من الحظر»، ويمتد الاستثناء إلى الساعة الواحدة ظهراً فقط.
واتخذت محافظات أخرى قرارات مماثلة للنجف بشأن الموجة الجديدة والمرتفعة من الإصابات بعيداً عن قرارات بالعاصمة بغداد التي تفرض فيها السلطات حظراً جزئياً في أيام الدوام الرسمي وشاملاً في العطلات والمناسبات الرسمية.