كتب : يوسف الراشد
ونحن نعيش هذه الليالي الايمانية وقد اشرفنا على العشرة الاخيرة من شهر رمضان المبارك وما تحمل من معاني ودلالات وقبول الاعمال والشقي …الشقي من يحرم نفحات وبركات ورضا الرحمن في هذا الشهر .
فهو شهر خير الشهور وايامه خير الايام ولياليه خير الليالي وساعاته خير الساعات والنوم فيه عبادة وانفاس الصائم هي تسبيح والصلاة بركة واحدة تعادل الف ركعة وتصدق بدينار يعادل الف دينار وزيارة الارحام والاقارب والمرضى تعادل عبادة الف عام .
فهل من مسارع ليحضى ببركات هذا الشهر وهل من مجيب يجيب دعوة الرحمن فاليالي القدر قد بانت على الابواب وابواب السماء مفتحة تنتظر اكف وايادي الصائمون والملبون دعوة رب السماوات والارض .
ففي هذا الشهر امتدت يد الغدر والطغيان يد ابن ملجم اللعين ابن اللعين على لسان نبي الرحمن وخاتم المرسلين الحبيب المصطفى ( ص ) لتخضب شيبة وراس أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام .
لتهدم ركن من اركان الايمان وتشق صف المسلمين وتعلوا الصيحة المباركةً ( فزت ورب الكعبة ) ويهتف المنادي الملك الكريم جبرائيل عليه السلام بين الارض والسماء تهدمت والله اركان الهدى قتل الوصي ابن عم الرسول قتله اشقى الاشقياء ،، وهو يصلي في محرابه ليخضب الشيبة المباركة .
فقد حكم اربعة سنوات في الكوفة ولم يمهلوه الحاسدين والمارقين والمنافقين والناكثين والنفعيين وطلاب الدنيا ليخوض معارك صفين والجمل والنهروان .
ومع كل هذه الاجواء المحيطة به فان حكومته حققت العدل الاجتماعي والسياسي بين الناس ليسود الامن والحرية والرخاء والاستقرار،، فكان أفضل نموذج للحاكم العادل لكل الإنسانية لتختفي مظاهر الفقر والحرمان والعبودية ويتساوى فيها الشريف والدني والقريشي والعامي .
وما احوجنا اليوم لحكومة علي بن ابي طالي واننا اليوم ونحن نعيش عصر الفتن والاضطراب السياسية والمحن وعلى القادة اليوم المتصدين لزمام الحكم ان ياخذوا الدروس والعبر ويغترفوا من نهج علي ،، وهو المنهج الانساني والحق والعدالة الذي
كان يتصف به ويتزودو من فكره وسياسته وحكمته لمعالجة الازمات التي يتعرض لها العراق اليوم .
فسلام على علي بن ابي طالب صوت العدالة الانسانية ،، يوم ولد في الكعبة المشرفة بيت الله الحرام ويوم استشهد في محرابه وهو يصلي ويوم يبعث حيا .