عندما أسقطت الولايات المتحدّة الأمريكية نظام صدّام الديكتاتوري , كانت تعتقد أنّ رحيل صدّام وزوال نظامه الدموي ، سيزيح عنها عائقا مهما يمنعها من بسط نفوذها على العراق ، ولم تحسب أنّ النظام الجديد الذي وضعت أسسه والقائم على أساس معايير الديمقراطية التوافقية بين المكوّنات الأساسية للشعب العراقي قد فتح شرخا عميقا في النسيج الاجتماعي العراقي ، نجحت من خلاله كلّ من إيران من جهة والسعودية وأمريكا من جهة أخرى في التسلل هذا النظام الجديد ، حيث شرع الفاعلين المحليين من شيعة وسنّة وأكراد في البحث عن حلفاء لهم من خارج الحدود ، من أجل تعزيز مكانتهم وسيطرتهم في الساحة الوطنية العراقية .. ومن بداية هذا النظام السياسي الجديد احتدم الصراع في العراق بين إيران من جهة وأمريكا والسعودية من الجهة الأخرى من خلال ممثليهم في الداخل العراقي .. فالتحوّل الديمقراطي في العراق قد أسفر عن تقسيم طائفي مدّمر ، نجح فيه تجّار الهوية الطائفية في بسط سيطرتهم على النظام السياسي الجديد ، وبنوا امبراطورياتهم السياسية على أساس الانتماء العرقي والطائفي .. والنتيجة النهائية أصبح العراق يحكم برأسين أحدهما في طهران والآخر في واشنطن …
وفي خضّم هذا الصراع على النفوذ في العراق ، تراجع الحس الوطني وتراجع فيه الوطن في ضمائر قادته السياسيين الجدد ، وأصبح الاستقواء بأحد القطبين المتصارعين إيران وأمريكا له ما يبرّره عند كلّ طرف من أطراف الصراع .. فالشيعة عندهم ما يكفي من المبررات للانحياز إلى جانب إيران في صراعها مع الولايات المتحدّة الأمريكية ، فإيران بالنسبة لهم هي من ساعدهم وأنقذ بغداد وكربلاء والنجف من السقوط بيد داعش ، فلولا سلاح إيران لسيقت نساء الشيعة سبايا كما سيقت نساء العراق الإيزيديات بيد وحوش العصر الكاسرة داعش .. ونفس الشيء بالنسبة للكرد والسنّة فهم أيضا عندهم ما يكفي من المبررات للوقوف بصف أمريكا والسعودية في صراعهم ضدّ إيران .. ومن بين هذا الرماد والركام يخرج صوتا وطنيا خالصا من ذات المدرسة الوطنية التي وضع أساسها محمد رضا الشبيبي ومحسن أبو طبيخ وعلوان الياسري وغيرهم من قادة التأسيس , يدعو إلى العودة للوطن ومقتضيات مصلحة العراق وديمومته وسيادته ، هذا الصوت الذي خرج من بين الركام جاء في تغريدة على لسان السياسي العراقي المعروف عزّت الشابندر قال فيها ( لا نعارض الأمريكان نيابة عن إيران ، ولا نعرض إيران نيابة عن الأمريكان ، إنّما نقوم بذلك أو عكسه لمصلحة العراق ومقتضيات سيادته ، ونرفض أن تكون رئاسة الوزراء مادة لتصفية الحسابات بينهما سلبا أو إيجابا ) ، ليرسم مسارا جديدا لما ينبغي أن يكون عليه السياسي العراقي …
فالنداء الذي أطلقه الشابندر للسياسيين العراقيين المتصارعين على الحكم في العراق , رسم مسارا واضحا للعداء والصداقة ، فبموجب هذا المسار الوطني فإنّ الصداقة والعداء لأي طرف من أطراف الصراع يجب أن يكون لمصلحة العراق وشعبه أولا وأخيرا .. فليس مطلوبا من العراقي أن يعادي اي طرف نيابة عن هذا الطرف الدولي أو الإقليمي .. وشعار العراق أولا يجب أن يتحوّل إلى سلوك ومنهاج عمل في علاقات العراق الدولية والإقليمية .. فلا مصلحة تعلو على مصلحة العراق وشعبه .. حمى الله العراق والعراقيين من كلّ سوء ، وأصلح الله نفوس ولاة أمره …
اياد السماوي
في 06 / 04 / 2020
اعتقلوا بوقت قياسي.. أشقاء وابن أحدهم يقتلون شقيقهم شرقي بغدادأمين مجلس الوزراء: ذي قار ستشهد قفزةً في واقعها الاقتصادي والخدميسوق الشيوخ يعلن المباشرة بمشروع تطوير خدمات حي الحسن العسكرالعثور على جثة إمراةٍ داخل منزل مهجور وسط الناصريةالسجال حول نتائجها وتراجع المشاركة ستنعكس سلبا على هدف الانتخابات المبكرة بتحقيق إصلاحات حقيقية في البلد انصار الكتلة الصدرية يحتفلون بساحة التحريرهيئة الاعلام والاتصالات تعلن عن مسابقة خاصة بالتغطية الاعلامية للانتخابات النيابيةانتخابات ذي قار: نسبة المشاركة في التصويت الخاص بلغت 72%بالإنفوجرافيك.. الاحتمالات القائمة لعزل ترامب عن السلطةشرطة ذي قار تشيع شهيدها في الاحتجاجات الاخيرة، و تؤكد عزمها على حفظ الارواح والممتلكات