الشهداء.. وحدهم يجعلون العالم مكاناً مناسباً للحياة. هم بكل عنفوانهم يبقون بصمة محفورة على جدران الذاكرة، ….من الصعب على عوامل الزمن أن تلغيهم أو تحجبهم…..
غيابهم دائماً ثمن لحياة الآخرين.. كي لا تصبح جافة وقاسية وباردة…..يرحلون، يغادرون وطناً كان يحتوينا جميعاً….، ويتجهون إلى وطن لا يستقبل إلا القديسين والأطهار…..
يتسربون من حياتنا كقطرات الماء الغالية… التي نحتفظ بها من أجل لحظات العطش القاتلة، ويتركوننا للأسى.. ماذا لو باغتنا العطش في غيابكم..؟؟ ….تبقى ذكراكم روحاً تنفخ الحياة في حياتنا، منهلاً يسقينا ويروينا، ننحني حزناً، نعتصر ألماً.. لكننا لا نتحطم، لأن هناك من قدم حياته كي نبقى،…ويبقى الامل…وتستمر الحياة …حياة الشرفاء…المخلصين ..
الدكتور يوسف السعيدي
